القمة و"الثوابت" الإسرائيلية

القمة و"الثوابت" الإسرائيلية

  • القمة و"الثوابت" الإسرائيلية

اخرى قبل 6 شهر

القمة و"الثوابت" الإسرائيلية

بكر أبوبكر

مع استمرار العدوان على فلسطين من بوابة قطاع غزة باعتبارها والقدس وكل فلسطين البوابة الأقرب الى السماء، يستمر الثبات الصخري للمواقف في جهة، مقابل التغيرالداهم في جهة أخرى.

إن ما أطلقت عليه اسم الثبات الصخري الى حد الجمود والاندحار، هو في الموقف العربي العاجز أو العاثر (غثاء السيل) مقابل الموقف (الثابت) المتوحش لرئيس الحكومة الإسرائيلية وأركان عدوانه الذين مازالوا يحلمون ويتوهمون إمكانية القضاء على أصحاب الأرض، أي على الفلسطينيين. إن الاتجاهين يمشيان حذاء بعض.  

في إطار الثابت الصخري اختلفت الدول العربية كما تم تداوله بين راغب وبين ممتنع! في تقديم الدعم المادي للشعب العربي الفلسطيني عبر (أضعف الايمان) أي قطع العلاقات مع حكومة نتنياهو أو ما يشابه ذلك من سحب السفير وصولًا لمطالبات بالمقاطعة الاقتصادية والثقافية (لاسمح الله) لغرض وقف المجزرة الأعظم في هذا العصر حيث ارتقى للعلى ما لا يقل عن 5000 طفل لم يكن لهم من الحظ  بالدنيا إلا أن تواجدوا ما بين الإرهاب، والخذلان.  

 لم نقرا سطرًا واحدًا في مقررات القمة العربية الاسلامية المشتركة "ما يبل الريق" للواقعين تحت الاحتلال في الضفة وفي غزة، ولم نقرأ سطرًا واحدًا ذو قيمة ميدانية البتة أو ما يرفع من شأن قيم كان العرب يتحلون بها قديمًا، ومن المفترض أن المسلمين مدعوون للتحلي بها من الشرف والكرامة وإغاثة الملهوف والنجدة ...الخ مما ظل العرب يتغنون به دهرًا طويلًا أو من قيم النصرة (مقابل المهاجرين) وقيم المؤازرة (الجسد الواحد في حديث خير البرية) بل رأينا المواقف تتوزع بين المنسحق كليًا تحت أقدام الصهيوني، ودعوات طاعة ولي الأمر حتى لو ظلم وفسق وقبّل قدم الاجنبي واستخذى كل شعبه في مقابل قلة عربية أو إسلامية مازالت تحافظ على بقية القيم كيلا تنقطع من هذه الأمة بقية مباديء وقيم وأهداف.

بعيدًا عن "ثوابت" المواقف الإسرائيلية البربرية، وعن المواقف العربية المنهارة والمنصاعة لإرادة الامبريالي الامريكي فأن النور دومًا يظهر في آخرالنفق كما كان يردد الخالد ياسر عرفات الذي لم يغادر الميدان لحظة واحدة حتى قضى شهيدًا.

أن السقوط المدوي قد حصل لزعماء أمة غثاء السيل ونزع المهابة منها، إنها أمة فقدت الثوابت القومية والدينية والانسانية لذلك فهي أمة تنتحر بحقيقة الامر، ولم تعد في عين أعدائها تسوى شروى نقير، لذا فهي خارج صفحات التاريخ مهما ظن بعض قادتها واهمين أنهم يصنعون التاريخ! فلا تاريخ بلا كرامة ولا تاريخ بلا شرف ولاتاريخ بلامباديء ولا تاريخ يصنع بلا قضايا كبرى ولا تاريخ بلا هيبة! ولا تاريخ اليوم بلا فلسطين.

سقطت دول وانتحرت أنظمة. وسقطت على جوانبها فصائل وتنظيمات سياسية وإقليمية واممية. فأين هي الأمم غير المتحدة أو القمة العربية أو الاسلامية! بعد أن ألقت بالاحمال عن ظهرها وتركت الشعب الفلسطيني يقتل وحيدًا ويصارع وحيدًا بلا مأوى ولا غذاء ولا دواء بين صواريخ نتنياهو ومليارات بلينكن وزعيمه الأهوج.

رغم قتامة القائم وانعدام الأمل من قادة فقدوا البوصلة وآثروا الدعة والسلامة لعروشهم فإن العصر القادم يتفجر بقيم ومباديء وأخلاق وغضب الجماهير في أمة الوسط.

كما إنه العصر الذي سيطيح بكثير من الزعماء هذا إن تحدثنا عن الغرب الذي تحاصره تظاهرات الرفض الانساني المطلق لما يحصل في غزة وفلسطين، والذي يلاحق قادته يوميًا معلنًا انتصاره لقيم الثورة الفرنسية والثورات اللاحقة في شعاراتها الخالدة في الحرية والعدالة والمساواة وحق تقرير المصير.

 

التعليقات على خبر: القمة و"الثوابت" الإسرائيلية

حمل التطبيق الأن